◄◄التقدم فى عمر الأبوين يزيد من احتمالات إصابة الطفل بمتلازمة «داون» والطب النفسى يرصد أمراضاً جديدة أهمها الوهن العصبى
13.8 % من إجمالى عدد الوفيات فى مصر عام 2030 سيموتون بسبب السرطان.
هذا أحدث رقم توقعه تقرير صادر عن منظمة الصحة العالمية بعدما رصدته فى تقرير لها عام 2005 بـ3, 11 % أى ما يساوى 42 ألف شخص يقتلهم السرطان سنويا.
هذا الرقم ينذر بكارثة ويشير إلى ضعف جهاز المناعة للمصريين، لأسباب كثيرة من أهمها الفقر الذى طال 40 % من السكان، حتى أصبحت أمراض كادت أن تختفى مثل السل الرئوى تمثل خطورة على سكان العشوائيات وعشش الصفيح لسرعة انتقال عدواه عن طريق الرذاذ فى الأماكن المزدحمة لتخرج تقارير المنظمة أيضا لتحذر مصر من عودة شرسة للمرض, إضافة إلى أمراض العقم بسبب التلوث وزيادة نسبة الاضطرابات النفسية، والأمراض التى يتعرض لها المواليد نتيجة لارتفاع سن الزواج.
عودة هذه الأمراض وظهور أمراض جديدة وانتشار الأمراض المعروفة بصورة كبيرة تشير إلى رسم خريطة جديدة لأمراض المصريين، يحتل فيها السرطان وفيروس سى وأمراض الكبد والكلى والشائعة كالسكر والضغط والقلب والشرايين التاجية مساحات شاسعة.
16 ألف مواطن على مستوى الجمهورية يصابون بالسل أو الدرن سنويا كما قال الدكتور عصام المغازى مدير البرنامج القومى لمكافحة السل، لتتم إضافتهم إلى أعداد المرضى الحاليين الذين يصعب تعدادهم نتيجة لعدم لوجود مسوح منتظمة، مضيفا أن ارتفاع نسبة اكتشاف المرض وصلت إلى 67 % ووصلت نسبة نجاح المعالجة إلى 87 %.
والعوامل التى تساعد على انتشار المرض كما يقول المغازى تشمل سوء التغذية والازدحام الشديد وضعف جهاز المناعة، خصوصا لدى المسنين والمرضى الذين يتناولون الكورتيزون، ومرضى الإيدز، والمصابين بأمراض مزمنة. كما ينتشر المرض فى المساكن غير الصحية، والأماكن التى تقل بها التهوية, مع عدم اتخاذ المرضى المصابين الاحتياطات اللازمة لمنع انتشار العدوى، كغسل اليدين وتغطية الأنف والفم عند العطس والسعال.
أما عن أعراض المرض فيقول المغازى: هناك أعراض عامة لمرض السل وتشمل: ارتفاع درجة الحرارة والتعرق الليلى، وفقدان الشهية مع فقدان الوزن، وضعف عام فى الجسم مع عسر الهضم، والشعور بالتعب والوهن عند بذل أى مجهود مع آلام متفرقة فى أنحاء الجسم.
وتشمل أعراض الدرن الرئوى، السعال المستمر لمدة أكثر من أسبوعين وقد يصحبه بعد فترة بلغم مخاطى يتحول إلى صديدى، وبعد فترة إلى دموى، وضيق فى التنفس وآلام فى الصدر. أما الدرن غير الرئوى، فإلى جانب الأعراض العامة للمرض، تظهر أعراض العضو المصاب حسب المكان. فعلى سبيل المثال عند إصابة العقد اللمفاوية بالدرن، يعانى المريض من تضخم العقد اللمفاوية مع آلام شديدة أما سل العظام فيسبب الآلام فى العظام مع تورمات فى المفاصل, وفى حالة إصابة المخ أو السحايا فيشكو المريض من الصداع وتصلب عضلات العنق يصحبه قىء أو حتى نوبات من الصرع. وفى حال إصابة المخ أو السحايا فيشكو المريض من الصداع وتصلب عضلات العنق يصحبه قىء أو حتى نوبات من الصرع.
ويتم تشخيص الدرن اعتماداً على التاريخ المرضى والأعراض المصاحبة، والفحص السريرى والفحص المجهرى للبلغم ثلاث مرات متتابعة على الأقل، فإذا كانت إيجابية بوجود البكتريا، مما يعنى أن المصاب مريض وفى حالة نشطة وناقل للعدوى. وفى حال عدم إيجابية الفحص المجهرى، يتم عمل مزرعة للبكتريا، التى تبين نمو أو عدم نمو البكتريا، ومدى حساسيتها أو مقاومتها للمضادات الحيوية، مع أشعة إكس للرئتين، وفى حالات الدرن غير الرئوى، يتم أخذ عينة من العضو المصاب للفحص.
ويشير المغازى إلى أنه يتم علاج أغلب الحالات بتناول خليط من أربعة من المضادات الحيوية يومياً لمدة شهرين، ثم يتم فحص البصاق فإذا ثبت تحسن واستجابة الحالة يتم إنقاص عدد الأدوية إلى نوعين لمدة أربعة أشهر، فتبلغ الفترة اللازمة للعلاج فى المجموع ستة أشهر قد تزيد فى بعض الحالات.
ويلفت المغازى إلى أن المرض يمثل مشكلة فى حالة السل المقاوم للأدوية التقليدية، حيث تكون العدوى أكثر شراسة فى نقلها وهناك برنامج متكامل لمعالجة هؤلاء المصابين يتكلف 4 آلاف دولار للفرد.
ويقول الدكتور عبدالهادى مصباح أستاذ المناعة، إن الفيروسات التى ظهرت فى الآونة الأخيرة مثل أنفلونزا الخنازير، وسارس، والإيدز، أو الإيبولا، ليست هى الوحيدة أو الأخيرة فى عالم الفيروسات الجديدة، وكانت هذه الفيروسات قبل ذلك معروفة بأنها لا تصيب غير القردة والفئران ولا تصيب الإنسان، وهناك بعض الفيروسات والبكتيريا التى كانت تسبب العديد من الأوبئة فى الماضى، وكانت تحصد الملايين، ثم اختفت، وعادت إلى الظهور أخيراً بشكل وتكوين جينى جديد مثل الأنفلونزا، والسل، والطاعون، والحمى القلاعية، وحمى الوادى المتصدع التى تصيب الماشية والغنم وتنتقل من خلال البعوض إلى الإنسان أيضاً، والكثير من الفيروسات الأخرى.
ويرى د.مصباح أن أسباب انتشار وظهور هذه النوعية من الفيروسات غير معروفة بالتحديد، ولكن هناك عدة عوامل تساعد على ذلك، منها التقدم العلمى المذهل فى وسائل التشخيص والتكنولوجيا، واختلاف نمط الحياة، والهجرة من الريف والغابات إلى الحضر والمدن، حاملين معهم الأمراض التى كانت متوطنة فى أماكن معينة، والزحام الرهيب فى هذه المدن، مما يسهل من انتشار أى عدوى، كما اختلفت العادات فيما يتعلق بزواج الأقارب فى القبائل، فقد كان المرض ينتقل من خلال الاتصال الجنسى فى نفس القبيلة ولا يخرج خارجها.
ويرى د مصباح أن ضعف جهاز المناعة وراء تدهور صحة المصريين وزيادة نسبه الإصابة بالأورام السرطانية والأمراض الفيروسية والبكتيرية، وأن العوامل التى تضعف جهاز المناعة هى التدخين وتلوث الطعام والشراب والاستخدام الخاطئ للأجهزة التكنولوجية مثل المحمول والكمبيوتر والتعرض لهما لفترات طويلة حيث تشكل مركبات الفلوروكربون المنبعثة من هذه الأجهزة خطرا صحيا، وكذلك التعرض لأشعة الشمس الضارة بصفة مستمرة، علاوة على التوتر والضغط العصبى الذى يتعرض لهما المصريون لتوفير حد أدنى من المعيشة.
وترى الدكتورة هبة عيسوى أستاذة الطب النفسى بجامعة عين شمس أن الطب النفسى رصد أمراضا جديدة عند المصريين فى الفترة الأخيرة أهمها مرض الوهن العصبى (neurasthenia) وهو الشعور الذاتى والمستمر بالإنهاك والضعف العام والإعياء والتعب المصحوب بأعراض عضوية متنوعة، ويشعر المريض بإرهاق مزمن يحدث حتى بدون أى تعب أو بذل أى جهد، مما يؤدى إلى اضطراب فى سلوك الفرد وأدائه اليومى ولا تزول الأعراض حتى بعد أخذ قسط من الراحة. والمرض له أعراض نفسية وجسمية وغالبا ما تظهر فى الصباح وتقل تدريجيا فى المساء كلما اقترب من ساعة النوم، ومن الأعراض النفسية الخمول والضيق والتعب وضعف القدرة على الانتباه والتركيز وعدم تحمل المسؤولية وضعف الطموح، أما الأعراض الجسمية فهى ضعف عصبى وجسمى عام، والشعور بالألم العام غير المحدد، والصداع، وهبوط ضغط الدم، وشحوب الوجه، وتغيرات معدية يرافقها ضعف الشهية وعسر الهضم، والضعف الجنسى عند الرجال، واضطراب الدورة الشهرية عند النساء، وآلام فى الظهر واضطراب فى النوم والشعور بالتعب حين الاستيقاظ مباشرة.
ويتطلب العلاج الطبى للأعراض الجسمية تناول المقويات ومضادات الأكسدة والمنومات والمسكنات للألم مع الراحة التامة والنوم الهادئ بعيدا عن مصادر الضوضاء، وكذلك ممارسة جلسات الاسترخاء.
أما العلاج النفسى لهذا المرض فيعتمد على الاهتمام بمفهوم الذات وتقوية الثقة بالنفس وإعادة المريض لفهم نفسه، ومعرفة إمكانياته، وحل مشكلاتة النفسية والاهتمام بتنمية الشخصية ومساعدته على إظهار الجوانب الإيجابية فيها وتشجيع الشخص على تقبل الحياة بقوة وليس بضعف، وتعديل نمط حياته حتى يكون أقل توترا.
وتشير د.هبة إلى مرض آخر يسمى اسبرجر ويمثل جزءا من تشكيلة واسعة من أمراض النمو ويتم وصفه بالإعاقة الثلاثية، ويشمل مشاكل فى العلاقات الاجتماعية، ومشاكل فى الحديث مع الناس، ومشاكل فى التخيل، وبالرغم من هذه الصعوبات نجد المريض متمتعا بذاكرة قوية فى تذكر الوقائع وأرقام الهواتف واستعمال الحاسوب بكفاءة. والعلاج يبدأ ببرنامج علاجى لتنمية مهارات التواصل والتدريب على المهارات الاجتماعية من أجل تحسين مهارات التفاعل بين المريض والآخرين علاوة على العلاج الدوائى من أجل الأعرا ض المصاحبة، مثل اضطراب الاكتئاب واضطرابات القلق.
وهناك أمراض جديدة ومختلفة ظهرت نتيجة لظهور مرض اجتماعى وهو ارتفاع سن الزواج بين الجنسين، وقد أوضحت الدراسات كما يقول الدكتور خالد المنياوى أستاذ صحة الطفل واستشارى المخ والأعصاب للأطفال إن لتقدم عمر الأب والأم دورا مؤثرا على حدوث الحمل كبداية ثم على استمرار الحمل ثم ولادة طفل طبيعى أو يعانى من بعض الأمراض ومن أهمها الولادات المتعثرة، أو ولادة أطفال ناقصين، أو يعانون من بعض العيوب الخلقية بالقلب أو الكلى، كما أن أغلب المتلازمات ومن أشهرها متلازمة «داون» يلعب تقدم عمر الأم والأب دورا هاما فى حدوث العديد منها، ويقول المنياوى: نناشد كل الآباء والأمهات فى حالة انتظارهم حملا فى مرحلة عمرية متقدمة الاهتمام بالحمل والمتابعة الدقيقة لدى الطبيب، لأن المتابعة الجادة يمكنها إنهاء فترة الحمل بصورة جيدة وتكون الولادة فى أحسن حالاتها, مع ضرورة متابعة الطفل بعد الولادة مباشرة لدى طبيب الأطفال المختص للكشف والمتابعة, لأن بعض الأمراض التى تنتج عادة نتيجة لتقدم سن الأب والأم لا تظهر إلا بعد فترة من الزمن ولن يلحظها إلا الطبيب المختص فى وقتها، مما سيمنع حدوث أى إعاقات قد تصيب الطفل لاحقا.
13.8 % من إجمالى عدد الوفيات فى مصر عام 2030 سيموتون بسبب السرطان.
هذا أحدث رقم توقعه تقرير صادر عن منظمة الصحة العالمية بعدما رصدته فى تقرير لها عام 2005 بـ3, 11 % أى ما يساوى 42 ألف شخص يقتلهم السرطان سنويا.
هذا الرقم ينذر بكارثة ويشير إلى ضعف جهاز المناعة للمصريين، لأسباب كثيرة من أهمها الفقر الذى طال 40 % من السكان، حتى أصبحت أمراض كادت أن تختفى مثل السل الرئوى تمثل خطورة على سكان العشوائيات وعشش الصفيح لسرعة انتقال عدواه عن طريق الرذاذ فى الأماكن المزدحمة لتخرج تقارير المنظمة أيضا لتحذر مصر من عودة شرسة للمرض, إضافة إلى أمراض العقم بسبب التلوث وزيادة نسبة الاضطرابات النفسية، والأمراض التى يتعرض لها المواليد نتيجة لارتفاع سن الزواج.
عودة هذه الأمراض وظهور أمراض جديدة وانتشار الأمراض المعروفة بصورة كبيرة تشير إلى رسم خريطة جديدة لأمراض المصريين، يحتل فيها السرطان وفيروس سى وأمراض الكبد والكلى والشائعة كالسكر والضغط والقلب والشرايين التاجية مساحات شاسعة.
16 ألف مواطن على مستوى الجمهورية يصابون بالسل أو الدرن سنويا كما قال الدكتور عصام المغازى مدير البرنامج القومى لمكافحة السل، لتتم إضافتهم إلى أعداد المرضى الحاليين الذين يصعب تعدادهم نتيجة لعدم لوجود مسوح منتظمة، مضيفا أن ارتفاع نسبة اكتشاف المرض وصلت إلى 67 % ووصلت نسبة نجاح المعالجة إلى 87 %.
والعوامل التى تساعد على انتشار المرض كما يقول المغازى تشمل سوء التغذية والازدحام الشديد وضعف جهاز المناعة، خصوصا لدى المسنين والمرضى الذين يتناولون الكورتيزون، ومرضى الإيدز، والمصابين بأمراض مزمنة. كما ينتشر المرض فى المساكن غير الصحية، والأماكن التى تقل بها التهوية, مع عدم اتخاذ المرضى المصابين الاحتياطات اللازمة لمنع انتشار العدوى، كغسل اليدين وتغطية الأنف والفم عند العطس والسعال.
أما عن أعراض المرض فيقول المغازى: هناك أعراض عامة لمرض السل وتشمل: ارتفاع درجة الحرارة والتعرق الليلى، وفقدان الشهية مع فقدان الوزن، وضعف عام فى الجسم مع عسر الهضم، والشعور بالتعب والوهن عند بذل أى مجهود مع آلام متفرقة فى أنحاء الجسم.
وتشمل أعراض الدرن الرئوى، السعال المستمر لمدة أكثر من أسبوعين وقد يصحبه بعد فترة بلغم مخاطى يتحول إلى صديدى، وبعد فترة إلى دموى، وضيق فى التنفس وآلام فى الصدر. أما الدرن غير الرئوى، فإلى جانب الأعراض العامة للمرض، تظهر أعراض العضو المصاب حسب المكان. فعلى سبيل المثال عند إصابة العقد اللمفاوية بالدرن، يعانى المريض من تضخم العقد اللمفاوية مع آلام شديدة أما سل العظام فيسبب الآلام فى العظام مع تورمات فى المفاصل, وفى حالة إصابة المخ أو السحايا فيشكو المريض من الصداع وتصلب عضلات العنق يصحبه قىء أو حتى نوبات من الصرع. وفى حال إصابة المخ أو السحايا فيشكو المريض من الصداع وتصلب عضلات العنق يصحبه قىء أو حتى نوبات من الصرع.
ويتم تشخيص الدرن اعتماداً على التاريخ المرضى والأعراض المصاحبة، والفحص السريرى والفحص المجهرى للبلغم ثلاث مرات متتابعة على الأقل، فإذا كانت إيجابية بوجود البكتريا، مما يعنى أن المصاب مريض وفى حالة نشطة وناقل للعدوى. وفى حال عدم إيجابية الفحص المجهرى، يتم عمل مزرعة للبكتريا، التى تبين نمو أو عدم نمو البكتريا، ومدى حساسيتها أو مقاومتها للمضادات الحيوية، مع أشعة إكس للرئتين، وفى حالات الدرن غير الرئوى، يتم أخذ عينة من العضو المصاب للفحص.
ويشير المغازى إلى أنه يتم علاج أغلب الحالات بتناول خليط من أربعة من المضادات الحيوية يومياً لمدة شهرين، ثم يتم فحص البصاق فإذا ثبت تحسن واستجابة الحالة يتم إنقاص عدد الأدوية إلى نوعين لمدة أربعة أشهر، فتبلغ الفترة اللازمة للعلاج فى المجموع ستة أشهر قد تزيد فى بعض الحالات.
ويلفت المغازى إلى أن المرض يمثل مشكلة فى حالة السل المقاوم للأدوية التقليدية، حيث تكون العدوى أكثر شراسة فى نقلها وهناك برنامج متكامل لمعالجة هؤلاء المصابين يتكلف 4 آلاف دولار للفرد.
ويقول الدكتور عبدالهادى مصباح أستاذ المناعة، إن الفيروسات التى ظهرت فى الآونة الأخيرة مثل أنفلونزا الخنازير، وسارس، والإيدز، أو الإيبولا، ليست هى الوحيدة أو الأخيرة فى عالم الفيروسات الجديدة، وكانت هذه الفيروسات قبل ذلك معروفة بأنها لا تصيب غير القردة والفئران ولا تصيب الإنسان، وهناك بعض الفيروسات والبكتيريا التى كانت تسبب العديد من الأوبئة فى الماضى، وكانت تحصد الملايين، ثم اختفت، وعادت إلى الظهور أخيراً بشكل وتكوين جينى جديد مثل الأنفلونزا، والسل، والطاعون، والحمى القلاعية، وحمى الوادى المتصدع التى تصيب الماشية والغنم وتنتقل من خلال البعوض إلى الإنسان أيضاً، والكثير من الفيروسات الأخرى.
ويرى د.مصباح أن أسباب انتشار وظهور هذه النوعية من الفيروسات غير معروفة بالتحديد، ولكن هناك عدة عوامل تساعد على ذلك، منها التقدم العلمى المذهل فى وسائل التشخيص والتكنولوجيا، واختلاف نمط الحياة، والهجرة من الريف والغابات إلى الحضر والمدن، حاملين معهم الأمراض التى كانت متوطنة فى أماكن معينة، والزحام الرهيب فى هذه المدن، مما يسهل من انتشار أى عدوى، كما اختلفت العادات فيما يتعلق بزواج الأقارب فى القبائل، فقد كان المرض ينتقل من خلال الاتصال الجنسى فى نفس القبيلة ولا يخرج خارجها.
ويرى د مصباح أن ضعف جهاز المناعة وراء تدهور صحة المصريين وزيادة نسبه الإصابة بالأورام السرطانية والأمراض الفيروسية والبكتيرية، وأن العوامل التى تضعف جهاز المناعة هى التدخين وتلوث الطعام والشراب والاستخدام الخاطئ للأجهزة التكنولوجية مثل المحمول والكمبيوتر والتعرض لهما لفترات طويلة حيث تشكل مركبات الفلوروكربون المنبعثة من هذه الأجهزة خطرا صحيا، وكذلك التعرض لأشعة الشمس الضارة بصفة مستمرة، علاوة على التوتر والضغط العصبى الذى يتعرض لهما المصريون لتوفير حد أدنى من المعيشة.
وترى الدكتورة هبة عيسوى أستاذة الطب النفسى بجامعة عين شمس أن الطب النفسى رصد أمراضا جديدة عند المصريين فى الفترة الأخيرة أهمها مرض الوهن العصبى (neurasthenia) وهو الشعور الذاتى والمستمر بالإنهاك والضعف العام والإعياء والتعب المصحوب بأعراض عضوية متنوعة، ويشعر المريض بإرهاق مزمن يحدث حتى بدون أى تعب أو بذل أى جهد، مما يؤدى إلى اضطراب فى سلوك الفرد وأدائه اليومى ولا تزول الأعراض حتى بعد أخذ قسط من الراحة. والمرض له أعراض نفسية وجسمية وغالبا ما تظهر فى الصباح وتقل تدريجيا فى المساء كلما اقترب من ساعة النوم، ومن الأعراض النفسية الخمول والضيق والتعب وضعف القدرة على الانتباه والتركيز وعدم تحمل المسؤولية وضعف الطموح، أما الأعراض الجسمية فهى ضعف عصبى وجسمى عام، والشعور بالألم العام غير المحدد، والصداع، وهبوط ضغط الدم، وشحوب الوجه، وتغيرات معدية يرافقها ضعف الشهية وعسر الهضم، والضعف الجنسى عند الرجال، واضطراب الدورة الشهرية عند النساء، وآلام فى الظهر واضطراب فى النوم والشعور بالتعب حين الاستيقاظ مباشرة.
ويتطلب العلاج الطبى للأعراض الجسمية تناول المقويات ومضادات الأكسدة والمنومات والمسكنات للألم مع الراحة التامة والنوم الهادئ بعيدا عن مصادر الضوضاء، وكذلك ممارسة جلسات الاسترخاء.
أما العلاج النفسى لهذا المرض فيعتمد على الاهتمام بمفهوم الذات وتقوية الثقة بالنفس وإعادة المريض لفهم نفسه، ومعرفة إمكانياته، وحل مشكلاتة النفسية والاهتمام بتنمية الشخصية ومساعدته على إظهار الجوانب الإيجابية فيها وتشجيع الشخص على تقبل الحياة بقوة وليس بضعف، وتعديل نمط حياته حتى يكون أقل توترا.
وتشير د.هبة إلى مرض آخر يسمى اسبرجر ويمثل جزءا من تشكيلة واسعة من أمراض النمو ويتم وصفه بالإعاقة الثلاثية، ويشمل مشاكل فى العلاقات الاجتماعية، ومشاكل فى الحديث مع الناس، ومشاكل فى التخيل، وبالرغم من هذه الصعوبات نجد المريض متمتعا بذاكرة قوية فى تذكر الوقائع وأرقام الهواتف واستعمال الحاسوب بكفاءة. والعلاج يبدأ ببرنامج علاجى لتنمية مهارات التواصل والتدريب على المهارات الاجتماعية من أجل تحسين مهارات التفاعل بين المريض والآخرين علاوة على العلاج الدوائى من أجل الأعرا ض المصاحبة، مثل اضطراب الاكتئاب واضطرابات القلق.
وهناك أمراض جديدة ومختلفة ظهرت نتيجة لظهور مرض اجتماعى وهو ارتفاع سن الزواج بين الجنسين، وقد أوضحت الدراسات كما يقول الدكتور خالد المنياوى أستاذ صحة الطفل واستشارى المخ والأعصاب للأطفال إن لتقدم عمر الأب والأم دورا مؤثرا على حدوث الحمل كبداية ثم على استمرار الحمل ثم ولادة طفل طبيعى أو يعانى من بعض الأمراض ومن أهمها الولادات المتعثرة، أو ولادة أطفال ناقصين، أو يعانون من بعض العيوب الخلقية بالقلب أو الكلى، كما أن أغلب المتلازمات ومن أشهرها متلازمة «داون» يلعب تقدم عمر الأم والأب دورا هاما فى حدوث العديد منها، ويقول المنياوى: نناشد كل الآباء والأمهات فى حالة انتظارهم حملا فى مرحلة عمرية متقدمة الاهتمام بالحمل والمتابعة الدقيقة لدى الطبيب، لأن المتابعة الجادة يمكنها إنهاء فترة الحمل بصورة جيدة وتكون الولادة فى أحسن حالاتها, مع ضرورة متابعة الطفل بعد الولادة مباشرة لدى طبيب الأطفال المختص للكشف والمتابعة, لأن بعض الأمراض التى تنتج عادة نتيجة لتقدم سن الأب والأم لا تظهر إلا بعد فترة من الزمن ولن يلحظها إلا الطبيب المختص فى وقتها، مما سيمنع حدوث أى إعاقات قد تصيب الطفل لاحقا.
No comments:
Post a Comment