إذا كنت ناصرياً أو تعرف أياً منهم فبالتأكيد ستدرك وأنت مغمض العينين ماذا تعنى صفة "ناصرى"، بغض النظر عما شابها من أوصاف هزيلة، مثل أنك تحب عبد الناصر وتمجده وتذكر محاسنه وترفض انتقاده ويقشعر بدنك غضبا حينما يتحدث المؤرخون وأصحاب الفكر عما يسمونه الإرث الديكتاتورى للثورة والفساد الخفى لقياداتها، تبجل رموز الناصرية، وتنظر إليهم نظرة من المستقبل إلى ماض أصيل، لا يصح أبدا أن تكون ناصرياً حقا وأنت لا تستطيع أن تصدق أو حتى تجرؤ على التفكير بعد كل هذا العمر فى أن الذين أفسدوا الثورة فعلا هم بعض من رجالها، وأن الذين شوهوا الناصرية هم محبوها ودراويشها والمتغنون بشيمها الأصيلة ليل نهار، وهو يحطمون بغوغائية مقصودة وغير مقصودة كل الشواهد التاريخية التى تقود الأجيال القادمة لمعانى الفكر الناصرى على حقيقته.
هل أنت راض الآن عما يحدث داخل الحزب الناصرى؟ ذلك الحزب العريق وجريدته المغدورة، والتى كانت فى يوم من الأيام أقوى صحيفة، والأكثر توزيعا بين مثيلاتها من الصحف الأسبوعية، استلهمت قوتها من صلابة جمال عبد الناصر بصورته الثابتة فى صفحتها الأولى، وعبارته الخالدة "الأيدى المرتشعة لا تقوى على البناء".. الآن يقوم أحمد حسن وسامح عاشور وأتباعهما بهدم كل معانى الناصرية، وبأيد ثابتة دون أن يطرف لأى منهم جفن، يتصارعون على مقعد سخيف من فتات الدنيا، بعدما اختصروا كل معانيها فى منصب لا يدوم، هم لا يشعرون أنهم بهذا الصراع والتهافت الرخيص يستخرجون عبد الناصر من قبره ويذبحونه مرة أخرى، ويتراقصون حول جثته، يدنسون محراب الناصرية الطاهر ببقع زيتية عكرة من التصريحات الطائشة، والاتهامات الهزيلة، لو كانا طفلين يتصارعان على لعبة مكسورة، ما وصل الحوار بينهما إلى هذا المستوى من السخف والتفاهة.
الناصريون الآن عليهم أن يدركوا أنهم جميعاً فى دائرة الاتهام، هؤلاء الذين دمروا الحزب، وأولئك الذين وقفوا يشاهدون جريدته العريقة وهى تنهار، ومن بعدهم كل من فى قلبه ذرة حب واحدة لأفكار جمال عبد الناصر ويعتقد أن نواياه كانت حسنة ثم وقف صامتا وهو يرى هذا الوضع المزرى.. هؤلاء جميعا كان لديهم فرص جيدة فى قيادة المعارضة المصرية، لا أن يكونوا حلقة فى سلسلة الأحزاب الخاوية يحسبها الظمآن للسياسة ماء، وهى سراب ينثره النظام لتجميل صورته.
بالنسبة لجيلى ممن لا ينتمون للتيار الناصرى، فإن جمال عبد الناصر يمثل لنا رمزاً تاريخياً لا يتخطى تأثيره فينا سوى ما يخلفه ذكره فى قلوبنا من حسرة عند كل حديث عن الكرامة الوطنية والوحدة العربية، أما بالنسبة للناصريين فالأمر مختلف تماماً، فهو لهم المبدأ والتفكير والدرب الذى يسيرون عليه، فماذا سيختارون؟ هل سيرضون بذبح جمال مرة أخرى، أم أنهم سيمنحون روحه القلقة الراحة الطمأنينة التى تريدها بانتصارهم لفكره وتوحدهم خلف مبادئه مرة أخرى؟.
هل أنت راض الآن عما يحدث داخل الحزب الناصرى؟ ذلك الحزب العريق وجريدته المغدورة، والتى كانت فى يوم من الأيام أقوى صحيفة، والأكثر توزيعا بين مثيلاتها من الصحف الأسبوعية، استلهمت قوتها من صلابة جمال عبد الناصر بصورته الثابتة فى صفحتها الأولى، وعبارته الخالدة "الأيدى المرتشعة لا تقوى على البناء".. الآن يقوم أحمد حسن وسامح عاشور وأتباعهما بهدم كل معانى الناصرية، وبأيد ثابتة دون أن يطرف لأى منهم جفن، يتصارعون على مقعد سخيف من فتات الدنيا، بعدما اختصروا كل معانيها فى منصب لا يدوم، هم لا يشعرون أنهم بهذا الصراع والتهافت الرخيص يستخرجون عبد الناصر من قبره ويذبحونه مرة أخرى، ويتراقصون حول جثته، يدنسون محراب الناصرية الطاهر ببقع زيتية عكرة من التصريحات الطائشة، والاتهامات الهزيلة، لو كانا طفلين يتصارعان على لعبة مكسورة، ما وصل الحوار بينهما إلى هذا المستوى من السخف والتفاهة.
الناصريون الآن عليهم أن يدركوا أنهم جميعاً فى دائرة الاتهام، هؤلاء الذين دمروا الحزب، وأولئك الذين وقفوا يشاهدون جريدته العريقة وهى تنهار، ومن بعدهم كل من فى قلبه ذرة حب واحدة لأفكار جمال عبد الناصر ويعتقد أن نواياه كانت حسنة ثم وقف صامتا وهو يرى هذا الوضع المزرى.. هؤلاء جميعا كان لديهم فرص جيدة فى قيادة المعارضة المصرية، لا أن يكونوا حلقة فى سلسلة الأحزاب الخاوية يحسبها الظمآن للسياسة ماء، وهى سراب ينثره النظام لتجميل صورته.
بالنسبة لجيلى ممن لا ينتمون للتيار الناصرى، فإن جمال عبد الناصر يمثل لنا رمزاً تاريخياً لا يتخطى تأثيره فينا سوى ما يخلفه ذكره فى قلوبنا من حسرة عند كل حديث عن الكرامة الوطنية والوحدة العربية، أما بالنسبة للناصريين فالأمر مختلف تماماً، فهو لهم المبدأ والتفكير والدرب الذى يسيرون عليه، فماذا سيختارون؟ هل سيرضون بذبح جمال مرة أخرى، أم أنهم سيمنحون روحه القلقة الراحة الطمأنينة التى تريدها بانتصارهم لفكره وتوحدهم خلف مبادئه مرة أخرى؟.
No comments:
Post a Comment