تعيش أسرة الشاب طارق عبد الرازق تحت خط الفقر، وتسكن فى شقة متهالكة وتبلغ مساحتها أقل من 60 متراً فى منطقة مكاوى التابعة لحى حدائق القبة، تقع الشقة تحت سطح الأرض، ويعيش فيها الأب والأم وابنة مطلقة لها ولدان، وفى نهاية المطاف وجدت هذه الأسرة المسكينة ابنها يواجه اتهاماً بخيانة وطنه، وقد يكون الفقر أحد المسئولين عن هذه الجريمة، لكن فى تاريخ الجواسيس هناك من كانوا ميسورى الحال، ومع ذلك أصبحوا جواسيس لأسباب أخرى، ومعظم الكفاءات النابغة فى المجالات المختلفة هم من أبناء الفقراء، ولو تأملنا سيرة حياتهم سنجد أن أجمل ما فيها أنهم شقوا طريقهم بعد أن جعلوا من فقرهم وسيلة تحدٍ للارتقاء نحو النبوغ، وكثير منهم لم يأخذ إرشاداً من أبيه، وإنما شاهدوا كفاح الآباء فقطعوا على نفسهم عهدا بالتفوق ردا للجميل.
أقول ذلك حتى لا تخضع عائلة المتهم للتشهير، وتصبح محل معايرة لفقرها، وكأنها هى التى صنعته لنفسها، هى عائلة تعيش وسط ظروف قاسية ورغم ذلك استطاعت أن يكون لها ابن خريج كلية التجارة، كما أن له ثلاث شقيقات تزوجت منهم شقيقتان، وأخرى لم تتزوج بعد، وكغيرها من الأسر المماثلة كانت ستبقى مدفونة وهى على قيد الحياة، لكنها فجأة أصبحت محط اهتمام وسائل الإعلام، ولكن من الباب الأسوأ، باب اتهام ولدها بالخيانة لوطنه.
عاشت الأسرة طوال ما يقرب من 30 عاما فى شقتهم البائسة المكونة من حجرتين، والرطوبة ضيف دائم على سكانها وحوائطها.
قالت الأم المسكينة إنها لم ترَ ابنها منذ سنوات الذى سافر إلى الصين ولم يأت إلا نادرا، وأنها لا تعرف ما إذا كان تزوج من صينية أم لا، وأن رجال الأمن قالوا لها إن ابنها ثرى، فتعجبت من أن يكون هذا حاله بينما هم لا يجدون قوت يومهم، ونفهم من ذلك أن الابن كان كالطير الشارد، انتقل إلى من ضيق الفقر إلى براح الدنيا من أجل المال، فوجد التجسس وسيلة لحصد الدولارات التى لم يعطِ منها شيئا لأهله، وفعل ذلك متغافلا أن هناك عيوناً ساهرة من أجل أمن بلده فتم كشفه، ليواجه تهماً سيقول القضاء كلمته فيها.
"القبر أرحم من الفقر" عبارة قالها النبى سليمان عليه السلام، وقال سيدنا على بن أبى طالب: "الفقر فى الوطن غربة، والغنى فى الغربة وطن"، ويقودنا ذلك إلى فهم أوسع لطبيعة الجرائم التى تتولد من ضيق الحال، والفقر الذى قد يجده شاب يريد أن يبدأ حياته بالحلال الطيب، وحين يضيق به الحال قد يجد ملاذه فى التطرف والبلطجة وانحرافات أخرى، لكن يبقى اللجوء إلى التخابر والجاسوسية هو الخيار الشاذ والأسوأ فى كل ذلك، لكن يبقى القول إنه كيف نحمى أبناءنا من هذا الخيار وسط كل الأزمات التى يعيشون فيها؟
أقول ذلك حتى لا تخضع عائلة المتهم للتشهير، وتصبح محل معايرة لفقرها، وكأنها هى التى صنعته لنفسها، هى عائلة تعيش وسط ظروف قاسية ورغم ذلك استطاعت أن يكون لها ابن خريج كلية التجارة، كما أن له ثلاث شقيقات تزوجت منهم شقيقتان، وأخرى لم تتزوج بعد، وكغيرها من الأسر المماثلة كانت ستبقى مدفونة وهى على قيد الحياة، لكنها فجأة أصبحت محط اهتمام وسائل الإعلام، ولكن من الباب الأسوأ، باب اتهام ولدها بالخيانة لوطنه.
عاشت الأسرة طوال ما يقرب من 30 عاما فى شقتهم البائسة المكونة من حجرتين، والرطوبة ضيف دائم على سكانها وحوائطها.
قالت الأم المسكينة إنها لم ترَ ابنها منذ سنوات الذى سافر إلى الصين ولم يأت إلا نادرا، وأنها لا تعرف ما إذا كان تزوج من صينية أم لا، وأن رجال الأمن قالوا لها إن ابنها ثرى، فتعجبت من أن يكون هذا حاله بينما هم لا يجدون قوت يومهم، ونفهم من ذلك أن الابن كان كالطير الشارد، انتقل إلى من ضيق الفقر إلى براح الدنيا من أجل المال، فوجد التجسس وسيلة لحصد الدولارات التى لم يعطِ منها شيئا لأهله، وفعل ذلك متغافلا أن هناك عيوناً ساهرة من أجل أمن بلده فتم كشفه، ليواجه تهماً سيقول القضاء كلمته فيها.
"القبر أرحم من الفقر" عبارة قالها النبى سليمان عليه السلام، وقال سيدنا على بن أبى طالب: "الفقر فى الوطن غربة، والغنى فى الغربة وطن"، ويقودنا ذلك إلى فهم أوسع لطبيعة الجرائم التى تتولد من ضيق الحال، والفقر الذى قد يجده شاب يريد أن يبدأ حياته بالحلال الطيب، وحين يضيق به الحال قد يجد ملاذه فى التطرف والبلطجة وانحرافات أخرى، لكن يبقى اللجوء إلى التخابر والجاسوسية هو الخيار الشاذ والأسوأ فى كل ذلك، لكن يبقى القول إنه كيف نحمى أبناءنا من هذا الخيار وسط كل الأزمات التى يعيشون فيها؟
No comments:
Post a Comment