"كفور بلشاى" الباطنية الجديدة بالغربية.. تطل على النيل.. تشتهر بتجارة البانجو والحشيش والأفيون والهيروين.. لا توجد بها نقطة شرطة.. وأطفالها يتلاعبون بالأسلحة الآلية
قرية كفور بلشاى الباطنية الجديدة بالغربية، أحد أهم معاقل تجارة المخدرات بالجمهورية، والتى تخطت الباطنية والجزيرة بأسيوط والمثلث الذهبى بالبحيرة، وأصبحت يضرب بها المثل فى البلطجة والإجرام والمخدرات.
تعتمد على موقعها المتميز على نهر النيل فرع رشيد، والزراعات الكثيفة، وتشتهر بتجارة البانجو والحشيش والأفيون والهيروين وذاع صيتهم بصورة كبيرة بين تجار المخدرات على مستوى الجمهورية.
كما ارتبطت تجارة المخدرات بتلك القرية بتجارة الأسلحة الآلية والأوتوماتيكية والرشاشات، وأصبحت سمة رؤية الأسلحة الآلية فى أيدى الصغار والصبية شيئاً طبيعياً اعتاد عليه أهالى القرية، حيث وصل سعر السلاح الواحد حسب نوعيته، فهناك الرشاشات الأوتوماتيكية، والتى يصل سعر الواحد منها إلى أكثر من 70 ألف جنيه، وسعر السلاح الآلى 7000 جنيه.
وقام قوات الأمن بحملات بين حين وآخر فى محاولة للقبض على بعض التجار الذين يفرون إلى مخابئ سرية، أو الهروب فى النيل فرع رشيد لاتجاه الشاطئ الآخر، وهى محافظة البحيرة للفرار بالزراعات.
وتتبع قرية كفور بلشاى مركز ومدينة كفر الزيات، وهى وحدة محلية كبيرة تضم 8 قرى، و14 عزبة توابع، وتبلغ المساحة السكنية 2 مليون و450 ألف متر مربع، والمنطقة المنزرعة 8133 فداناً، ويبلغ عدد السكان بالوحدة المحلية لكفور بلشاى 80 ألف نسمة، ويحدها شرقاً ترعة الباجورية، وغربا فرع رشيد، والذى يفصل بينها وبين محافظة البحيرة، ويحدها شمالاً مركز بسيون، وجنوباً مدينة كفر الزيات، وتشتهر القرية بمصانع الطوب وثلاجات الخضروات والفاكهة ومزارع الدواجن والمزارع السمكية وتشتهر بزراعة الأرز والخضروات.
كما يوجد بها 6 مراكز للشباب و3 مكاتب بريد و2 بنك للتنمية والائتمان و6 وحدات صحية، ويجرى بها الآن مشروعات الصرف الصحى. وينتشر بها أمراض البلهارسيا والفيروسات الكبدية لموقعها على المجارى المائية، وتتسم القرية بعد وجود نقطة شرطة بداخلها وتتبع أمنيا مركز شرطة كفر الزيات.
ومن أشهر تجار المخدرات بها "م.م.ف" وهو من أهم القلوع الحصينة بالقرية، وتم القبض عليه منذ عدة أشهر وبحوزته كمية كبيرة من المخدرات، وذلك بعد تبادل إطلاق النيران بينه وبين قوات الأمن التى استخدمت سيارات لنقل الرمل والزلط للدخول بها إلى القرية للقبض على المتهم الهارب من العديد من الأحكام الجنائية، أحدهما حكم مؤبد 25 عاماً.
وأكد أحد أهالى القرية أن تجارة المخدرات انتشرت وترسخت بالقرية منذ زمن بعيد على يد أحد الأباطرة يدعى "ا.ح"، والذى كان يطلق عليه ملك تجارة الكيف بكفور بلشاى، وتم القبض عليه بعد تبادل إطلاق النيران بينه وبين قوات الأمن وعقب القبض عليه، تم إركابه على "حمار" مقلوب وطافوا به أرجاء القرية حتى يصبح عبرة لغيره إلا أن تجارة المخدرات تأصلت بالقرية وأصبحت من أهم وأكبر المعاقل لتلك التجارة المشبوهة بالمنطقة.
وتتركز مخازن ومخابأ المخدرات على ضفاف نهر النيل ويوجد وكر آخر بقرية قليب أبيار التابعة للوحدة المحلية لكفور بلشاى.
ويعمل لحساب تجار المخدرات كمخبرين سريين بعض سائقى التوك توك والأطفال والصبية بالقرية، حيث عند دخول أحد أفراد الأمن بالقرية، يتم إخبار تجار المخدارت فى الحال، ويتمكنوا من الهرب.
ويعد ضيف قرية كفور بلشاى شخصاً سيئ الحظ، فلحظة دخوله إلى القرية، يتم إعطاؤه علامة مميزة بلون معين دون أن يدرى شىء، وذلك إما باستخدام "النبلة أو الطباشير"، وطوال تواجده بالقرية يتم التعرف على تلك العلامة سواء أن كان يتبع الأمن أو من يترددون على القرية لشراء المخدرات أو شخص يزور أحد أهالى القرية.
ويعتمد رجال الأمن فى مهاجمة القرية على الهجمات الفجائية غير المعتادة من حين لآخر باستخدام سيارات النقل أو سيارات الشيبسى أو أى شىء غير مألوف لأباطرة القرية، وذلك من حين لآخر بعد أن يتم التنسيق مع قطاع الأمن العام، والأمن المركزى وقوات إضافية، لأن فكرة النزول بهجمة أمنية على تلك القرية يعد من المشاكل الكبرى، حيث يتم تبادل إطلاق النيران بين الأمن وتجار المخدرات.
ويعد وجود قوات أمن للقرية عن طريق نهر النيل من الأمور المستحيلة، وذلك لعدم تواجد فرق لشرطة المسطحات المائية بالمنطقة والسيطرة الكاملة التى يفرضها تجار المخدرات على شاطئ نهر النيل، حيث تتمركز مخازن المخدرات على ضفاف النيل، وأيضا يعد النيل ملاذهم الآمن للفرار والهرب إلى الشاطئ الآخر بمحافظة البحيرة.
وكانت آخر الحملات الأمنية على القرية، السبت الماضى، وتم ضبط 550 كيلو بانجو، و2 كيلو حشيش، وكيلو هيروين.
No comments:
Post a Comment