ذكرت صحيفة «الأوبزرفر» الأوغندية الاثنين أن إبراهيم موكيبي المفوض السامي (السفير) الأوغندي لدى تنزانيا قال لزملائه السفراء الأوغنديين في اجتماع مغلق في منتجع سيرينا على بحيرة فيكتوريا السبت إن مصر ربما تشن حربا على أوغندا وغيرها من الدول في حوض النيل في محاولة للسيطرة على مياه نهر النيل.
وأضاف موكيبي الذي عمل سفيرا لبلاده في القاهرة أن الدافع الثاني وراء شن مثل هذه الحرب هو رغبة مصر في منع جنوب السودان من الانفصال، بحسب ما أوردته الصحيفة.
أن إبراهيم موكيبي المفوض السامي (السفير) الأوغندي لدى تنزانيا" src="http://media.almasryalyoum.com//sites/default/files/imagecache/highslide_zoom/photo/2010/12/13/10227/brhym_mwkyby.jpg" border="0" width="200" height="150">وقال موكيبي: «تعتزم مصر إنتاج طاقة نووية ونحن مهددون جراء مساعيهم (أي المصريين) هذه بالدخول في حرب. ينبغي أن نخبر الولايات المتحدة بذلك، لأن هؤلاء الناس يخططون لخوض حرب مع أوغندا»,
وذكرت الصحيفة أن موكيبي حث السفراء الأوغنديين الآخرين على النظر في كيفية حماية مياه النيل والاستفتاء المقرر في 9 يناير على انفصال جنوب السودان باعتبارهما تحديين كبيرين لأمن أوغندا.
وقال: «يجب أن نعرف أن مصر ضد إجراء هذا الاستفتاء. وبوصفي رجلا ذا خبرة (بالعمل في مصر)، علي أن أخبركم أن كل الدول الأعضاء في الجامعة العربية يقفون وراء مصر. لذا علينا أن ننتبه».
وذكرت الصحيفة أن وزير الشؤون الخارجية الأوغندية سام كوتسا حين علم بأمر وجود صحفي منها بين المجتمعين طلب من موكيبي وقف عرضه وأمر الصحفي «دافيد تاش لومو» بالخروج من مقر المؤتمر، قائلا إن الاجتماع مغلق وغير مصرح لوسائل الإعلام بحضوره.
ولفتت «الأوبزرفر» الأوغندية إلى أن تصريحات موكيبي تأتي بعد فترة قصيرة من لقاء جمع الرئيس الأوغندي يوويري موسيفيني ووفدا مصريا في السادس من ديسمبر كانت مسألة مياه النيل محل تفاوض مكثف فيه من المسؤولين في حكومتي البلدين. وخلال هذا الاجتماع قال موسيفيني للوفد القاهري الذي ترأسه الدكتور حسن يونس وزير الكهرباء والطاقة إنه لا مشكلة سياسية في تقاسم مياه النيل.
وذكرت الصحيفة أنها في 19 مايو 2010 أوردت تقريرا عنوانه «مصر تتبنى موقفا متشددا وأغندا تدعو للحوار» ورد فيه أن كلا من: الدكتور مفيد شهاب وزير وزير الشؤون القانونية والمجالس النيابية، والدكتور محمد نصر الدين علام وزير الموارد المائية والري حثا بلدهما على عمل أي شئ بما في ذلك شن حرب لتأمين حق بلدهما التاريخي في أكبر حصة من مياه النيل، على حد ما جاء في الصحيفة.
وقالت إن هذين التصريحين صدرا عقب توقيع كل من أوغندا ورواندا وتنزانيا وإثيوبيا على «اتفاقية الإطار التعاوني لنهر النيل»، التي وافق عليها كل من كينيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية وبوروندي.
وأضافت أن الاتفاقية التي ستحول «مبادرة حوض النيل» إلى «مفوضية حوض النيل» تهدف إلى تنسيق الاستفادة من المياه بشكل متساو.
وقالت إن مصر والسودان رفضتا التوقيع على الاتفاقية مفضلين الوضع الراهن الذي تنظمه اتفاقيتا 1929 و1959 اللتان وقعتا في عهد الاستعمار مع المستعمرين البريطانيين. وتنص هاتان الاتفاقيتان على أن دول الحوض الأخرى لا بد أن تحصل على إذن مسبق من مصر قبل الشروع في أي مشروعات تنموية ذات نطاق كبير يمكن أن تؤثر على مستوى المياه وتدفقها.
ولفتت الصحيفة إلى أن ما لا يقل عن 60 سفيرا أوغنديا عسكروا في منتجع سيرينا من أجل «خلوتهم السنوية» التي تستمر يومين وتهدف بحسب وزير الخارجية الأوغندية إلى «تقييم ما قمنا به خلال العام المنصرم وما نعتزم القيام به في السنوات المقبلة».
وذكرت الصحيفة أنها علمت أن السفير الأوغندي لدى ألمانيا فرانسيس بوتاجيرا، استفسر من وزير الخارجية كوتسا عن سبب عدم إطلاع السفراء على سياسات أوغندا.
وشكا بوتاجيرا قائلا: «لا اتصالات تأتي من المقر الرئيسي (كمبالا) للبعثات الدبلوماسية. لا يتم إطلاعنا على العمليات والأنشطة التي يقوم بها بلدنا على الإطلاق... فقط قمنا بجمع معلومات من الخارج لا من المقر الرئيسي».
كما أن بوتاجيرا أعرب عن إحباطه من أنه هو وزملائه ينفقون الملايين من أموال دافعي الضرائب لا لشئ إلا للجلوس فقط. وقال: «أكره أن أحصل على بدلات نقدية، وأجلس في برلين ولا أعمل شيئا. نحن لا نفعل شيئا. كل ما نفعله هو أن نقيم هناك فقط»,
ومع ذلك رد كوتسا على بوتاجيرا قائلا إنه على الرغم من أن «مرض» الحصول على أموال بدون عمل هو أمر شائع في أوغندا، فإن مسألة عدم إطلاع السفراء على سياسة بلدهم لم تنقل قط إلى القيادة السياسية لوزارة الشؤون الخارجية. ثم طلب كوتسا من باتريك موجاندا رئيس قسم الاتصالات في الوزارة أن يشرح للسفراء سبب عدم حصولهم على إفادات بشأن سياسات واستراتيجيات بلدهم.
وقال لهم موجاندا إنه «مخنوق ومحبط» من عدم توفر التجهيزات الملائمة في الوزارة لا سيما الأجهزة التكنولوجية. وقال: «إنني محبط للغاية. فلا أدوات لدى لإنجاز العمل. على سبيل المثال: فإن جهاز الفاكس لا يبث. ويستغرق يوما من أجل إرسال برقية إلى البعثات». وأضاف: «وحتى أهل القمة الذين يتعين عليهم أن يعدوا هذه البرقيات لا يفعلون. وأنا لا أستطيع أن أرسل معلومات لا أساس لها. هذه هي المشكلة».
No comments:
Post a Comment