في جولة الاثنين نتحدث عن كرة التفتيت التي تلاحق الدول العربية, واغتيال عالم الذرة الإيراني, وملاحظات حول وثائق ويكيليكس, وموقف حزب الله من المحكمة,وجدوى المساعدات الاقتصادية الأمريكية لأفغانستان.
كرة التفتيت المتدحرجة
جاءت افتتاحية الخليج بعنوان كرة التفتيت المتدحرجة,وقالت فيها:من حق الناس أن يرتابوا بل أن يتصوروا أن هناك من يعمل على تفتيت البلدان العربية وتمزيقها إلى دويلات، فالعمل على تشرذم الوطن العربي يجري بأشكال مختلفة، الحرب أسوأها، وتبني شعارات حق تقرير المصير أكثرها خداعاً . فالحرب تهيّئ الأجواء، كما فعلت في السودان وفي العراق، وما يجري العمل له في اليمن من أجل التفتيت، لأنها تضع الناس في أجواء من اليأس يصبح قبولهم بالدواء المر أهون من استمرار الأوضاع الأكثر مرارةً .
قد تكون قضية كل بلد مختلفة عن الآخر من حيث الوقائع أو التبريرات أو الأساليب، لكنها, كما تقول الصحيفة, كلها تعمل على جعل البلد الواحد أكثر من بلد، ومفهوم “تقرير المصير” عدا كونه مغرياً من حيث مفهومه الإنساني، لكنه مضلل سواء من حيث إطلاقه، أو من حيث تطبيقاته .
وتضيف أن تحويل المنطقة إلى دويلات صغيرة، هو ما تسعى إليه “إسرائيل” حتى تكون لها دائماً الهيمنة عليها، تساندها في ذلك الولايات المتحدة والدول الغربية الأخرى . لقد بلغت المخاطر حداً لا يمكن تجاهله، وهي تحمل في طياتها نذر شؤم لكل البلدان العربية .
ولا يتوهمنّ أحد, تختم الصحيفة قائلة, أن أوضاعه عاصمة له من هذه الشرور، فقد سبق لغيره أن جرّب ووصل إلى حد الكارثة .
دول عربية تتفكك
وفي الشأن ذاته وبعنوان دول عربية تتفككقال عبد الباري عطوان في صحيفة القدس العربي:جنوب السودان على بعد اسابيع معدودة من الانفصال، والحراك الجنوبي في اليمن يكثف انشطته ويعتبر الوجود الشمالي احتلالاً، والصحراء الغربية تسير على الطريق نفسه، وسمعنا السيد مسعود البرزاني رئيس اقليم كردستان العراق يطالب بتقرير المصير والاستقلال للاقليم الذي يحكمه، ويشدد على ان كركوك ستكون محور ارتكازه.
دول عربية تتفكك على اسس طائفية وعرقية في وضح النهار، وبمساعدة امريكية واسرائيلية ايضاً.
فمن الواضح, يقول عطوان, ان هناك قناعة لدى الكثير من اصحاب التوجهات الانفصالية بأن الامة العربية في اسوأ حالات ضعفها وانهيارها، وان هذا هو الوقت الملائم لتحقيق طموحاتهم واقامة دولهم المستقلة، وكأننا نعيش مرحلة مماثلة للايام الاخيرة للامبراطوريتين العباسية والعثمانية.
ويشير إلى انها سياسة احجار الدومينو تزحف حاليا الى المنطقة، فبمجرد سقوط الحجر الاول ستتوالى القطع الواحدة تلو الاخرى، حتى يتم الانهيار الكامل.
ويضيف قائلا انها امة مريضة بحكامها الغارقين في لهوهم، ونهب المال العام، واضطهاد شعوبهم، ولذلك يتكاثر الكثيرون على قصعتها، وينهشون لحمها، ويقطعون اوصالها. انها نهاية محزنة ومخجلة ومزرية بكل المقاييس.
مصر والعرب
وفي صحيفة الأهرام وبعنوان مصر والعرب, قالت الصحيفة إنها مياه جديدة تجري بهدوء ودون صخب ما بين مصر والدول العربية الشقيقة لنقل علاقات التعاون من الشعارات الزاعقة إلي أرضي الواقع, فبعد حديث متكرر عن مناوشات ما بين القاهرة والدوحة فإن البلدين استعادا دفء العلاقات.
ويجري الآن, تقول الاهرام, تنسيق رفيع ما بين مصر وقطر من أجل تسوية الملفات الإقليمية, والتنسيق الدقيق لقضايا مهمة بحجم التسوية والمصالحة الفلسطينية, وملف عملية السلام, والوضع في لبنان ودارفور وغيرها, إلا أن الشيء المتحضر هو أن العلاقات الثنائية بين القاهرة والدوحة ظلت دوما تسير بشكل طبيعي في مختلف المجالات, وذلك بالرغم من اختلافات في الرؤية لسبل مقاربة الوضع الفلسطيني, وفي الآونة الأخيرة جري الحديث عن دفعة كبيرة في مجال التعاون الاقتصادي بين البلدين, وهو أمر يخدم مصالح الشعبين, ويدفع التعاون العربي قدما إلي الأمام, ولم يكن غريبا في ظل دفء العلاقات أن تفوز قطر بشرف استضافة كأس العالم2202, ولا أن تعم الفرحة العربية من المحيط إلي الخليج.
اغتيال عالم أم إعلان حرب
وتساءلت بثينة شعبان في صحيفة الشرق الأوسط :اغتيال عالم أم إعلان حرب؟, وقالت:أجمعت الصحف الغربية في الأسبوع الماضي، على أن المخابرات الإسرائيلية هي التي قامت بعملية اغتيال العالم النووي الإيراني مجيد شهرياري وجرح زميله فريدون أباسي في شوارع طهران الأسبوع الفائت (انظر «الإندبندنت» البريطانية 30/11/2010، و«الغارديان» البريطانية 2/12/2010 و6/12/2010، و«هآرتس» 4/12/2010). كما أكد ذلك مقال نشر في مجلة «التايم» البريطانية بأن فرق الاغتيال التابعة للموساد الإسرائيلي، بالتعاون مع قوى مخابراتية أميركية وغربية، هي التي نفذّت عملية الاغتيال في طهران «من أجل إبطاء البرنامج النووي الإيراني كبديل عن الضربات العسكرية المباشرة لإيران». ومن الملاحظ أن ثلاثة أحداث قد وقعت يوم 29/11/2010، أولها: تسريب وثائق ويكيليكس تتعلق معظمها بـ«القلق» من البرنامج النووي الإيراني، وثانيها: اغتيال العالم الإيراني شهريار مجيدي وجرح آخر، وثالثها: تعيين تامير باردو رئيسا جديدا لأحد أكثر أجهزة المخابرات في العالم تورطا بالاغتيالات، وهو جهاز الموساد الإسرائيلي. وقد تفاخرت بعض الصحف الغربية، والإسرائيلية، بأنّ اغتيال العالم النووي الإيراني يعتبر «آخر هدية يقدمها رئيس الموساد السابق مائير داغان»، والذي يعتبر هذا الاغتيال خاتمة إنجازاته.
وتضيف قائلة:إذن القتل، والاغتيال، والتخريب، والتجسس، هي الأساليب الرسمية من الآن فصاعدا التي تستخدمها إسرائيل وحلفاؤها الغربيون لزعزعة استقرار البلدان العربية والإسلامية، التي تعتزّ شعوبها وحكوماتها باستقلالها واستقلال قرارها، وتعمل على حمايته بكل الوسائل الممكنة، ألا يعني هذا أيضا أن المقاومة، بمختلف أشكالها، لهذا التحالف الدموي الشرير الموجه ضد العرب، والتي أثبتت فعاليتها وجدواها ضد الترسانة العسكرية الإسرائيلية، هي أيضا الأسلوب الأجدى لمواجهة حروب اليوم من أجل تحقيق الاستقلال والحفاظ عليه، ونيل الحرية والدفاع عنها، وتحقيق التقدّم العلمي للشعوب؟
ملاحظات لا بد من إثارتها
وعن تسريب وثائق ويكيليكس وبعنوان ملاحظات لا بد من إثارتها قال محمود الرماوي في صحيفة دار الخليج:يغير نشر ما نشر من وثائق ويكيليكس الكثير من المشهد السياسي و”الثقافي” في العالم، فهبوط معنويات الرأي العام في غير مكان من العالم وجد له أسباباً جديدة لانخفاض الثقة بالساسة وعالم السياسة . نستذكر أن نحو نصف الناخبين لا يصوتون في انتخابات الدول الديمقراطية، هذا من دون احتساب الذين يقترعون بأوراق بيضاء .
وإذ يرى كثيرون أن نشر الأجزاء التي تم نشرها حتى الآن، يشكل واحداً من أهم أحداث العام الموشك على الانصراف، فإن هذا الحدث يثير في الوقت ذاته جملة من الملاحظات.
الملاحظة الأولى: أن ما انطوت عليه المعلومات المنشورة خضع لعدد قليل من مواقف النفي والتشكيك، وهناك نوع من الإقرار الضمني العام بصحة معظم ما ورد في المعلومات .
الملاحظة الثانية: أن هذا الحدث بما انطوى عليه من دلالات يشكل درساً للطامحين في دخول عالم السياسة، مفاده أن العمل في هذا الميدان هو كالتجوال في غابة شاسعة حافلة بالكائنات والمخاطر، حيث غريزة البقاء والغلبة تتقدم على ما عداها وتسوغ كل شيء، وأن من يتمتع بحس أخلاقي مرهف يصعب عليه دخول هذا المعترك، حيث القيم الميكيافيلية ما زالت هي المتسيدة .
الملاحظة الثالثة: أنه خلافاً للمتوقع، فلم تنشأ، والغالب لن تنشأ سجالات واسعة بين الفرقاء السياسيين هنا وهناك، حول ما يرد في هذه الوثائق.
الملاحظة الرابعة: أن الولايات المتحدة وهي الطرف المعني الأكبر لم تنف معظم ما ورد في الوثائق، إذ انصرف اهتمامها على معرفة مصادر تسريبها، وعلى التصدي للموقع الذي يذيعها .
الملاحظة الخامسة: أن استهداف مؤسس الموقع ومديره جوليان اسانج، جاء مباشرة عقب نشر الوثائق .
الملاحظة السادسة: أن الجمهور العربي ما زال بانتظار الكشف عن وثائق حول الدولة الصهيونية، التي حاول بعض زعمائها الإفادة مما نشر حتى الآن، للإيحاء أن دولتهم مقبولة على نطاق عربي وإسلامي واسع.
المحكمة في صالح حزب الله
وإلى الشأن اللبناني, حيث قال عبدالرحمن الراشد في صحيفة الشرق الاوسط بعنوان المحكمة في صالح حزب الله!:ما الذي سيفعله حزب الله إن أذاعت المحكمة أسماء المتهمين من أفراده؟ سيسقط الحكومة بقوة السلاح وباحتلال مؤسسات الدولة. سيثير الفوضى باحتلال مناطق خصومه في بيروت وخارجها. سيعطل بعض المرافق الحيوية مثل قطع الطريق إلى المطار. سيستهدف أفرادا مهمين انتقاما. سيعيد احتلال وسط بيروت سلميا.
لو فعل أيا منها, يقول الراشد, سيجعل المحاكمة أمرا مؤكدا، ولن تتجرأ دولة على تعطيلها. سيصبح عملا عدوانيا يشجب دوليا، لا خلافا محليا كما كان يحدث في السابق. ستكبر دائرة الجريمة.
ويضيف الراشد أن الوضع يبدو سيئا، ليس بسبب الجريمة القديمة، بل بسبب أفعال اليوم؛ حيث إن حزب الله يستخدم لغة غير مألوفة حتى عليه، يهدد بوضوح: إما اتفاق سعودي - سوري، أي عدم توجيه اتهامات له، وإما سيحدث ما لا تحمد عقباه. ابتزاز صريح.
في تصوري,والكلام للراشد, أن الحزب يعرف أن ما سيقدم عليه ستكون عواقبه أعظم من الماضي. سيُحدث فتنة طائفية واسعة وسيتسبب في محاصرة حلفائه، وعلى رأسهم إيران، وستكون الفتنة الطائفية سلاحا سياسيا لا مجرد رد فعل عاطفي وحسب. هذه المخاطر حقيقية لا يمكن أن تقارن بمحاكمة بضعة أفراد الأرجح ستنتهي بأحكام غيابية.
المساعدات الامريكية لافغانستان
في صحيفة الاندبندنت، مقال بعنوان "اثنان وخمسون مليار دولار من المساعدات الامريكية لافغانستان ومازال الافغان يموتون جوعا" .
ويتناول التقرير الذي اعده مراسل الصحيفة باتريك كوكبيرن من كابول، الفشل الذريع لقوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة في افغانستان، والذي تمثل في انفاق عشرات المليارات من الدولارات دون ان يؤثر ذلك على حياة ثلاثين مليون افغاني.
ويفيد التقرير بأنه في الوقت الذي سيقدم فيه الرئيس الامريكي باراك اوباما مراجعة للاستراتيجية الامريكية في افغانستان والتي ستركز في المقام الاول على الناحية العسكرية، يصر مسؤولون امريكيون وافغان ورجال اعمال وعمال اغاثة على ان الفساد هو التهديد الاكبر لمستقبل هذا البلد.
ورغم الحجم الكبير للمساعدات الامريكية التي يقدم ثلثاها لدعم الامن والثلث لدعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، الا ان تاثيرها يبقى محدودا، حيث مازال يعيش تسعة ملايين افغاني في فقر مدقع وخمسة ملايين يكافحون للعيش بثلاثة واربعين دولارا شهريا اما الباقون فعليهم الاختيار مابين شراء طعام او شراء حطب للتدفئة ..
الاحتلال يسقط المهلة الزمنية
وبعنوان الاحتلال يسقط المهلة الزمنية قالت صحيفة البيان الإماراتية: وزير البيئة الإسرائيلي يقول لأميركا والفلسطينيين والعرب «ليس من المنطقي ولا هو في مصلحة إسرائيل التفاوض مع ساعة توقيت في اليد»، وهو بذلك يعتبر أن مضي أكثر من سبعة عشر عاماً منذ أن انطلقت مفاوضات السلام في أوسلو.
بالطبع, تقول البيان, تصريح وزير البيئة جلعاد أردان المقرب من رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو، يأتي بعد الدعوة المتهافتة التي وجهتها وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، والتي دعت فيها إلى استئناف المفاوضات غير المباشرة، لإخراج عملية التسوية من الطريق المسدود، مطالبة الجانبين بإيجاد حل «بدون تأخير»، مشيرة إلى ما أسمته «بداية جديدة لعملية السلام».
وتشير الصحيفة إلى أن المقصود من الرد الإسرائيلي في النهاية، هو عدم ربط أي مباحثات بنتائج واضحة وفقاً لتوقيت زمني، وهو يعني أن قادة تل أبيب ليس لديهم أدنى استعداد لإنجاز ما يمكن التعويل عليه في اتجاه التوافق على حل يعطي الجانب الفلسطيني حقه المشروع.
وتختم البيان رأبها بالقول أن واشنطن من جانبها وأمام الرفض الإسرائيلي، قامت برمي الكرة مرة أخرى في المرمى العربي، مضيفة المزيد من الأعباء على السلطة الفلسطينية من جهة القبول بالأمر الواقع كما هو، والبحث عن بقعة ضوء في هذا النفق الذي يزداد قتامة.
No comments:
Post a Comment