نتحدث في جولة الأربعاء عن التوجه الأمريكي بعد رحل هولبروك, ووثائق ويكيليكس التي أنقذت حياة الملايين, وتهديد وحدة السودان, إضافة إلى باقة أخرى متنوعة من المقالات.
توجه امريكي جديد في افغانستان
يكتب محرر الشؤون الدبلوماسية في صحيفة الجارديان جوليان بورجر عن تداعيات رحيل ريتشارد هولبروك المبعوث الامريكي الى افغانستان وباكستان، متحدثا عن مايراه توجها امريكيا جديدا في افغانستان بعد رحيل هولبروك.
وينقل الكاتب عن مراقبين ودبلوماسيين قولهم إن رحيل هولبروك سيكون له تأثيرا يصعب التكهن بنتائجه على السياسة الامريكية في المنطقة، وسيفتح الباب واسعا لاعطاء دور اكبر للامم المتحدة في المنطقة ولإحياء خطة سابقة لارسال مبعوث اممي خاص الى المنطقة.
ويقول كاتب المقال ان هولبروك كان مؤيدا متحمسا للحل السياسي للنزاع الافغاني وان كلماته الاخيرة التي قالها لجراحه الباكستاني حسب صحيفة الواشنطن بوست كانت "يجب ان نوقف هذه الحرب في افغانستان".
على الرغم من تأييده هذا لم يظهر بوضوح في التزام امريكي قوي بالمحادثات مع طالبان، بل بدلا من ذلك تركت مثل هذه الاتصالات للرئيس حامد كرزاي.
ويخلص كاتب المقال إلى انه على الرغم من عمل هولبروك كان تنسيق السياسة الافغانية لمجمل الحكومة الامريكية. بيد انه في الواقع كان مجرد صوت واحد بين عدة اصوات في واشنطن.
وعلى الرغم من انه عين بشكل مباشر من الرئيس اوباما إلا انه فقد ثقة البيت الابيض بعد اشهر قليلة اثر عدد من المشاحنات التي انتشرت اعلاميا مع كابول والرئيس الافغاني كرزاي.
وينقل الكاتب عن احد اصدقاء هولبروك قوله "ان البيت الابيض كان ينظر اليه بوصفه قوة منهكة ويريد تهميشه".
ويرى أنه بقي تحت حماية وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلنتون الذي بني تحالفه السياسي معها على اساس الولاء لها حيث عرف عنه عمله ضمن حملتها الانتخابية الرئاسية حتى خسارتها عام 2008، على الرغم من انهما لم يشتركا في المنظور نفسه للتعامل مع افغانستان.
وينقل عن دبلوماسي سابق قوله انه "كان الى جانب هيلاري عدد من الجنرالات الذين اخبروها بان الحملة العسكرية ستعطي ثمارها في النهاية " وانها اتفقت مع وزير الدفاع روبرت جيتس والجنرال ديفيد بيتريوس القائد الامريكي في افغانستان بأن طالبان ستتفاوض فقط بعد تعرضها الى اشهر من الضربات الجوية بطائرات دون طيار ومن غارات القوات الخاصة.
وينقل الكاتب عن مصادر امريكية قولها ان دوغلاس لوت الذي يسميه بـ"قيصر حرب" البيت الابيض كان مثل هولبروك متشككا في فاعلية حملة الناتو العسكرية في افغانستان ومدافعا عن المحادثات، بيد أن خلافا شخصيا وخلافات في اسلوب العمل منعتهما من العمل معا.
وكان الاثنان في خلاف على خطة ايجاد مبعوث سلام من الامم المتحدة يتركز عمله على دمج طالبان وجيرانها في سياق تسوية سياسية.
وقد وضعت توصيفات عمل مثل هذا المبعوث من قبل الدبلوماسي الجزائري المتقاعد والمحنك في الامم المتحدة الاخضر الابراهيمي بالتشاور مع حكومات غربية وحكومات في المنطقة.
وسافر لوت في وقت مبكر من هذا العام الى باريس لمناقشة دعم امريكا لمثل هذه المبادرة، بيد ان مثل هذا المقترح قد عطل من قبل هولبروك وبيتريوس وستيفان ديمستورا ممثل الامم المتحدة في كابول الذي دعا ان يكون مثل هذا العمل تحت ادارته.
ويقول كاتب المقال ان الامم المتحدة تعمل الان على تاسيس جهود سلام اكثر تواضعا تعرف بـ" جماعة سلام" ضمن مكتب ديمستورا.
وينقل عن مصادر دبلوماسية قولها انه قد يتم احياء فكرة المبعوث السلام الاممي المتخصص بعد رحيل هولبروك.
وان فرصة اعادة النظر قد تأتي مع نشر توصية مطلع العام القادم صادرة عن "فريق العمل الخاص بافغانستان" الذي يترأسه الابراهيمي والدبلوماسي الامريكي المتقاعد توماس بيكيرنج.
ويكيليكس انقذ حياة الملايين
وبعنوان ويكيليكس انقذ حياة الملايينقالت صحيفة القدس العربي:شكل موقع ويكيليكس علامة فارقة في تاريخ الاعلام وحرية المعلومات من خلال كشفه عن العديد من الوثائق السرية الامريكية، ولهذا ليس غريبا ان تتصاعد المحاولات لاغلاقه، واطالة أمد فترة اعتقال صاحبه جوليان اسانج خلف القضبان.
وأضافت لا شك ان هناك معلومات اكثر خطورة ينتظرها المتابعون لهذه التسريبات، كل لاسبابه، وقد يكون الرجل تعرض لمساومات عديدة من قبل اجهزة امنية، مرفوقة باكثر من عصا واكثر من جزرة، لحجب بعضها، خاصة ان هناك اكثر من اربعة ملايين وثيقة ما زال مضمونها حبيس اجهزة الكمبيوتر، والمأمول ان لا يتم الرضوخ لهذه المساومات والضغوط المرافقة لها.
وثائق ويكيليكس حفظت ارواح الملايين, كما تقول الصحيفة, بضربتها الاستباقية هذه، واظهار 'الكارت' الاحمر في وجه الحكومات المتعطشة للمؤامرات وخوض الحروب، وقتل الابرياء. فقد ادركت، اي الحكومات، ان المواطن والمؤرخ والباحث لن يحتاج الانتظار ثلاثين او خمسين عاما ليعرف الحقائق. انه ردع اعلامي ربما لا يقل اهمية عن الردع النووي، لما يمكن ان يترتب عليه من كبح جماح الاستكبار، ولجم خفافيش الظلام المتعطشين لسفك الدماء من خلال دبلوماسياتهم السرية.
متقي.. طارق عزيز إيران
وفي صحيفة الشرق الاوسط تحدث طارق الحميد عن متقي.. طارق عزيز إيران,وقال قبل قرابة عامين قال وزير الخارجية الإيراني المعزول منوشهر متقي لرئيس وزراء لبنان سعد الحريري: «لقد دعوناك مرارا لزيارة طهران ولم تلبِّ، لكن دعني أقل لك إنه قد تأخذ منا صناعة سجاد في إيران من خمسة إلى ثلاثين عاما.. فنحن صبورون». وقتها رد الحريري مبتسما: «صحيح لكنكم تبيعون السجادة في خمس دقائق»! ومن المؤكد اليوم أن متقي قد خلص إلى نفس الخلاصة الذهبية التي توصل إليها رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري بعد أن أقاله أحمدي نجاد وهو في مهمة رسمية في السنغال!
وعندما نقول إن طرد متقي غير مستغرب فلسبب بسيط، يضيف الحميد, وهو أن وزير الخارجية المعزول كان عليه تحسين وجه نظام لا يخرج من أزمة سياسية إلا ويقع في أسوأ منها. فمن ملف المفاوضات النووية إلى الأزمة المتجذرة مع دول جوار الخليج العربي، والتي كشفت الوثائق الأميركية المسربة مؤخرا عن عمقها، وحدتها، إلى أزمات أخرى أقلها ما حدث حول الأسلحة المهربة في نيجيريا.
فدور متقي, كما يقول الحكيد, كان إنجاز المستحيل، تماما مثل دور طارق عزيز إبان حكم صدام حسين، حيث إن على متقي إخراج بلاده من الأزمات السياسية، وتحسين سمعتها في الوقت الذي لم يترك فيه نجاد مناسبة واحدة دون افتعال أزمة سياسية، مثل محو إسرائيل من الخارطة، أو الحديث عن الهجوم على أميركا في كل مناسبة، أو نقض كل تصريح هادئ يصدر من إيران تجاه المفاوضات حول الملف النووي.
حقل تجارب
وجاءت افتتاحية دار الخليج بعنوان حقل تجارب, وقالت فيه: “حقل التجارب” هذا آن أوان إعادة النظر فيه من الزاوية التي تخدم القضايا والمصالح القومية . في فلسطين المحتلة بشر يقتلون ويحاصرون ويؤسرون ويسلب اللصوص أرضهم وحقولهم ومنازلهم وما يتعذر حرقه أو هدمه، ويهوّدون مقدساتهم، ويعيشون في معازل يفرضها الكيان العنصري .
وأية مفاوضات, تقول الصحيفة, لا تنهي هذا الوضع المأساوي، تنهي الاحتلال، والاستيطان والإرهاب، وتمكّن الفلسطيني من العيش في وطنه بحرية وكرامة، بعيداً من أية قيود أو شروط كما كل شعوب الأرض، لن يكون لها معنى، بل هي مضي في الدوّامة نفسها التي يراهن فيها العدو الصهيوني على الوقت لابتلاع فلسطين كلها، وجلب المزيد من المستوطنين للسطو على كل مكان يُقتلع الفلسطيني منه .
يقول من أدمنوا التفاوض منذ ما قبل “أوسلو” إلى الآن ـ بحسب الخليج ـ إن الحياة كلها مفاوضات، وقول كهذا له مردود كارثي يدفع فيه الشعب الفلسطيني الثمن، خصوصاً عندما تكون المفاوضات، كما الحال دائماً، من موقع الضعيف الذي يهدر أوراق القوة، ويقف على أرض متشققة وسط بيئة عربية ليست أحسن حالاً، فيما المحتل يخادع ويناور ويكذب، ويفوز دائماً بالتنازلات و”المكافآت” .
فلسطين وواجب اليقظة
عن فلسطين وواجب اليقظة جاء رأي صحيفة البيان الاماراتية وقالت فيه: لقد بات من الملاحظ أن حكومات تل أبيب، من صقورها إلى حمائمها، ومن باراك إلى نتانياهو، سرعان ما تجفل من التحركات التي تبذل من قبل بعض الأطراف لتنشيط ملف التسوية، خاصة إذا ما أطلت أحزاب التطرف برأسها معترضة، كيف لا وهي الآن صاحبة الكفة المؤثرة في ترجيح القرارات الصهيونية؟
ولذا, تقول البيان, فإن هذه المتوالية من التراجع والإصرار لدى تل أبيب على عدم تقديم إجابات حاسمة تجاه الملفات الرئيسية، وكذلك رفض ربط المفاوضات بمهل زمنية محددة، يجعل من الصعوبة بمكان الارتهان لهذه الوضعية وانتظار حدوث فرجة في هذا التكوين الإسرائيلي المريب مسلكاً وتوجهاً.
وتشير الصحيفة إلى أن اليقظة التي نريد ونتمنى ونحلم بها، مدخلها الأساسي وبابها الواسع هو المصالحة بين أقطاب النضال على الساحة الفلسطينية، وهذا مطلب قد يبدو صعباً نظراً لما حدث بين حركتي فتح وحماس، ولما أحدثه الاحتلال من خلل في الموازين السياسية والاقتصادية والحياتية وعلى أكثر من مستوى، وهو مطلب يأتي في أفق عربي ودولي يبدو أنه غير مهيأ في بعض جوانبه للدخول على خط التوفيق بين المتصارعين، ولا توجد رغبة عند البعض لردم الهوة، في حين لا يملك أصحاب النوايا الحسنة حيلة ولا استطاعة.
تهديد وحدة السودان أو تهديد الأمن الإقليمي
وتحدث عدنان السيد في دار الخليج عن تهديد وحدة السودان أو تهديد الأمن الإقليمي,وقال:لا يجوز لنا الحديث نيابة عن الحكومة المصرية، ولا تأويل مواقفها، ولا اتهامها بالعجز أو التقصير . جل ما في الأمر، أن أمن مصر مرتبط بأعالي النيل، وهو امتداد لأمن السودان . هذه حقيقة جيواستراتيجية منذ أن نشأت مصر، هبة النيل . حسبنا في هذا المجال دراسة أمن وادي النيل منذ حملة نابليون وغزو مصر في مطلع القرن التاسع عشر، مروراً باستراتيجية محمد علي باشا، وصولاً إلى سياسة جمال عبدالناصر .
ويضيف الكاتب, لن نتحدث عن تهديد الوحدات الوطنية العربية في المشرق وشبه جزيرة العرب ودول المغرب . ما نقوله هو إن أمن العرب، على المستويين القومي والوطني، مهدد وإن حالات جديدة من التراجع آخذة بالظهور من كردستان العراق إلى القرن الإفريقي، ما يستدعي الوعي والحركة .
وعي بالمخاطر الراهنة والآتية . وحركة طال انتظارها للدفاع عن الأوطان والأمة .
No comments:
Post a Comment